مركز تحميل الصور

السبت، 18 أكتوبر 2014

طار...كناري...













قرأت لِميْ زيادة..يوما...مات كناري...فاستشعرت حزنها على موته...وطار كناري..فهل سيبلغ حزني على كناري مبلغ حزنها على موت كناريها....؟


طار كناري...
لي كان..في قفص صنعت أسلاكه من خيوطٍ ضفرتها أنامل أحاسيسي..وأودعته سجن عاطفتي الجيّاشة نحوه...
طاب له المقام ..وتوطدت علاقتنا فأحبني حبا عظيما...وبادلته حبا اعظم........كناري أانا ليس كباقي كناري الباهاماس أو الكراييب ..كناري أنا هو الآروع..والأرق والاجمل..صُفرته لاتضاهيها صُفرة...كناري ليس ككل كنار..إنه يستشعر وجودي دون وجودي...فتجده يُغني اغنيتي المفضلة أسمعه يغنيها وأنا في مكتب عملي...أو في السوق لقضاء حاجياتي...أو حتى اثناء نومي ..ولكم أن تتصوروا غبطته الشديدة....حين مرآي ليُرفرف بجناحي قلبه...جذلا في سنفونية فضائي..يشدو ألحان عاطفتي..نوتةً فوق أو تحت صوتية لكم ما شئتم لا يسمعها سوانا....يقوم بحركاتِ تعوّدها حين لقياي على رجوحته الذهبية...أقف قربه انظر في عينيه بعيني قلبي......أنظر اليه طويلا في صمتِ مُغمض العينين...كلما نظرت اليه وعيناي مُغمضتان ...أرى مشاعر حب فياضة تتدفق منه نحوي ومني نحوه...كناري أحببته ولم أعتقد يوما ان احدا احب طائرا أصفرا مثلما احببتُ ...لحنه الشجي ينسيني أحيانا عبث أناملي بأوتار قيثارتي.................


 
 كناري حادثته يوما...أن يحذر سكب إناء مائه..بحركة لا إرادية منه لا يحسِب لها حسابا...لأنني خشيت بللاً يصيب أوراقا لامكان لها غير ارضية قفصِ كناري..كناري يحبني بل أضاف أن الماء المُنسكب يفسد عليه لون جمال حبرِ أفكاري...
كناري يحبني ويحذر ذلك حتى اثناء غيابي...إنه يحذر كناري مداد أفكاري فإن تلاشى فإنه يعلم أنه قد يطيش عقلي وأفقد بوصلة اتجاهاتي بِمحوها...


 
 أُحبه كناري....وأعتقده نسي عهدا قطعه على نفسه ألا يسكب الإناء....ولكنه فعل...فسكب الإناء وسال الماء على اوراق أفكاري وتشتت المداد على صفحاتي فتشتت معه أفكاري...
كناري يحبني...ولم يتعمد فعل ما فعل..مندفعٌ احيانا كناري..وفي يوم مسائي بهيج كنتُ انتظره ولجتُ غرفتنا..التي طالما جمعتنا ..ولطالما ملأناها دِفئا بأحاسيس صادقة تبادلناها بقليل من من الكلمات احيانا كنا نصمت وكان الصمت احيانا أبلغ في التوصيل...تلك الغرفة التي جمعتنا يغني لي فيها أعذب الأنغام...فأرد عليه بدندنة تضفي على جمال صوته سحرا...فجأة توقف كناري عن الغناء..توقفت انفاسي..وتوقف معها نبض قلبي..بنبرة ليس نبرة عهدتها فيه...وكأنه يسرد لي سرا...لقد سكبت الإناء...آآآآآآآآآآآهٍ...شعرتُ لحظتها كرة من اللهب يتعاظم حجم لهيبيها ويتعاظم داخلي...صرخت دون شعور لسورة غضبي لالالالالالالالالالالايا كناري...وما أقساها كانت صرختي....فلم يُجبني كناري...سكت مليّا...ثم قال...دعني أغادر....


 
 أحبه كناري وبقدر ما شق علي رغبته المغادرة. بل تقتلني..امتدت يدا مني مرتعشة..لتفتح بابا صغيرا...لذلك القفص...رفرف قليلا كناري ولم يُخفِ دمعة على وجنته...ثم توقف...هز جناحيه ثانية.....وغادر القفص....حطّ على شرفتي...استدار ..ناحيتي ليقول آخر كلماته...إنس أنني كنتُ يوما لك كناري. لاتناديني ثانية ارجوك.......أجبته دون قول..أحبك كناري أحبك...ولإنني أحبك... فلن اناديك.ثانية...طار كناري تتبعته يغيب في فضاء احزاني...وضعت يدي على وجهي لأمسح دمعة حارة انسابت على خدي...ولكن هيهات فلقد خانني صوتي بفاجعة فراقه فانفجرت باكيا كالطفل الصغير....طار...كناري..

 

 طار وأخذ معه ما تبقى لي من مشاعر رقيقة..بل أخذ روحي معه...ولم يبق مني إلا كتلة جسد فقدت إحساسها بالوجود..
تُرى إن عاد كناري يوما...فهل سيجدني على سابق عهده بي...
طار كناري...

 

  بقــــلم: عُــــــمر

2009-12-16
 21:32 
 

هناك تعليق واحد:

  1. قد يعتلي المعدن النفيس ذرات غبار.....و لكنه اصيل لا تجد له صدأ .....

    ردحذف