مركز تحميل الصور

السبت، 25 أكتوبر 2014

رجال كانوا هناك...1 ..2 ....... !.......




رقصت شمس الأفق الغربي..وقد توشحت رداءها الأحمر..مُعلنة بذلك نهاية حفل نهاريٍّ غنت أطياره على نغم سواقيه وتمايلت أزهاره في مروجه على إيقاع نسائمه.....
نادى الشيخ سليمان..يا جماعة لنصلي المغرب..أقبل الجنود مُلبين نداءه وقفوا خلفه إماما..القائد سليمان شيخ لازال لديه فضلة من شباب مكنته من الصمود في ذلك الجبل مأوى احرار..صعدوه.يستنشقون عطر الحرية.....إنه قائد لمجموعة بداية مقاومة جيش الزعانفة الغاصبين..عُدتهم وعتادهم..طاعة الله وحب الوطن..ما إن فرغوا من الصلاة جماعة حتى توجه احدهم الى مخبأ الطعام.. أحضر قصعة كبيرة..مُلئت بربوشة.رُصِعت بقطع اللحم والفلفل..وأصناف الخضروات..فاجأ الجميع قائلا...لقد زوّج عمي الطاهر ابنها الأكبر اليوم..وأبى الا ان تشاركوه فرحته...على عجل تحلّقوا حولها يستمتعون بلذيذ طعام حضرته أياد نسائية كريمة..ومع كل لقمة دعاء دعاء طيّب لصاحب العرس..
حسان ليس على ما يرام يبذل جهدا في إيصال الملعقة الى فيه..
مالك يا حسان..كل ...بركة الافراح ورائحة..الدُوار.. ثم استطرد بنبرة الب الحاني..مالذي يحدث معك يا بني...كل بارك الله فيك..لن يتكرر المشهد غدا..قالوا ناس زمان..شبعات في العام ركائز...وضع حسان الملعقة على حافة القصعة وقد واتته فرصة للتوقف عن الاكل.. تنهد وقال....إيه يا عمي سليمان ..النفس لا تطيقه..
أعلم يا ولدي ..كم انت متشوق لرؤية لرؤية عائلتك..مضى عليك أشهر طويلة وأنت هنا لم تنزل كما يفعل الرفاق..كم دعوتُك لزيارة أهلك والإطمئنان عليهم وأبيت كل مرة...
يا عمي سليمان هو ذاك..ولكنني وكما تعلم أقسمت على ان يكون عربون فرحتي بلقاء الأهل رأس ظالمة لجندي فرنسي..دعني بالله عليك في شأني ولعل ربي يمنّ علينا بلقائهم قريبا فأبرّ بقسمي..لم يكن للآخرين تعقيب وآثروا الصمت..ألما لِما يكابده حسان..الوحيد من بينهم الذي لزِم الجبل لأشهر طويلة.....حسان عنيد..لا يريد النزول قبل أن يريق دماء فرنسية نجسة..وليتسنّى ذلك...يجب ملاقاة هؤلاء السّفلة..وكيف سيكون ذلك وعمّي سليمان لايرمي بجنوده امام كل زحفٍ للمعتدين..فما تملكه المجموعة من عُدةٍ وسلاحٍ فأفضلهم بحوزته مسدس وبنادق صيد موزعة على الباقين لايسمح لها إلا بمناوشات صغيرة هنا وهناك لا تُسمِن رغبة حسان وزملائه في مواجهة حقيقية لهؤلاء الآثمين...ولاتغني جوع حسّان في البرّ بقسمهِ..ممّا فرض على عمي سليمان تجّنب الكثير منها حِفاظا على أرواح رجاله....
افترش الجنود الارض يسمرون حول موقد حطبٍ توسّطه إبريق ضخم من القهوة..مادار بين عمي سليمان وحسان..ألقلى بظلاله على مزاجهم..وجعلهم يحتسون القهوة في صمت..رهيب زاد المكان رهبة..وسط ظلامٍ..كسره ضوء النجم..ولعل الصمت جعل النعاس يداعب أجفانهم..وما إن همّ عمي سليمان الإذن لهم بالخلود الى النوم..حتى سمعوا صوت دحرجة..تناهى الى مسامعهم من علِ...انتهى بوقوع قطعة حجر بينهم..توزعوا بسرعة البرق خلا المكان..تملكت الحيرة الجنود وهم في مخبئهم...مالذي يحدث في الجهة العلوية من المكان الذي يتواجدون فيه...أمر غريب..هم يحتاطون..لكل طارئ لجهة السفح لا جهة القمة..لم تدم خيرتهم طويلا..ليشق الظلام الدامس شبح رجل قفز من على ظهر صخرة ولتخترق تحيتُه بصوت جهوري ذاك الصمت..المطبق ..السلام عليكم يا جماعة عمي سليمان...أنا خوكم المخفي..تيقن الرجال أنه وحيدا ..فغادروا مكمنهم ليحيطوا به..شاهرين اسلحتهم..





















 بقلم عُمر
2010-03-16
 20:53

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق